الحمد لله الصلاة والسلام على رسول وآله وصحبه، وبعد:
فيحيل العقل في السياق المذكور معناه: يمنع، أي أنه يستحيل عقلا، أو من المحال عقلا أن يتواطأ جمع كثير من الناس على خبر كذب، وتتأكد استحالة ذلك عقلا إذا كانوا أهل صدق وأمانة: من صفوة الخلق وخلاصة البشر ـ فالمستحيل العقلي هو الذي لا يقبل الثبوت بحال من الأحوال، وما يحكم به العقل إما أن يكون جائزا ممكنا، أو واجبا لازما، أو مستحيلا، وهو ما لا يصح، أو لا يمكن عقلا، وإخبار الجمع الكثير الذين يحيل العقل تواطؤهم على الكذب هو مما يقطع بصدقه شرعا، قال صاحب المراقي:
واقطع بصدق خبر التواتر * وسوّ بين مسلم وكافر
واللفظ والمعنى، وذاك خبر * من عادة كذبهم منحظر.
والله أعلم.