الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فنشكر لك حرصك على تنشئة أولادك تنشئة صالحة، ثم حرصك على اللغة العربية لغة القرآن والشريعة، ثم نشكر لك وعيك وإدراكك لمخاطر تعليم الأولاد في المدارس الأجنبية، ونسأل الله أن يكلل مسعاك مع زوجك بالتوفيق والنجاح، فالمسألة بالفعل خطيرة للغاية، ولكن للأسف كثير من المسلمين لا يدركون الأمر على حقيقته، ولذلك ننصحك بمدارسة هذا الأمر والإحاطة التفصيلية بمخاطره قبل التحدث مع زوجك، لأن الحديث المجمل غالبا لا يكون مقنعا، ولا يستبين منه قدر الخطر، ولتحقيق ذلك باختصار وعلى عجالة راجعي فتوانا السابقة عن هذه المدارس وأهدافها وأخطارها وهي برقم: 8080.
ثم اطلعي على ما كتبه العلامة بكر أبو زيد في رسالته الهامة: المدارس العالمية الأجنبية ـ وتجدينها على هذا الرابط:
ونرجو إن اطلع عليها زوجك أن يقف على حقيقة هذه المدارس فيقاطعها، ومما قاله الشيخ في رسالته هذه: لا يستريب مؤمن بعد أن يعرف حال المدارس الأجنبية وآثارها السيئة على المسلمين أفراداً وجماعات وأمة أنها من أعظم المنكر فيجب بغضها وإنكارها وإعلان البراءة منها. اهـ.
وقال فيها أيضا: لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُلقي بأولاده إلى التهلكة في أحضان المدارس الأجنبية وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يعلمون من الإسلام شيئاً قليلاً ولا كثيراً، فيتلقون الكفر والإلحاد والشر والفساد، وناهيك بأثر ذلك على فِطَر الصغار الأغرار، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه: ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه ـ فكل مولود فإنه يولد على فطرة الإسلام، ولو ترك على حاله ورغبته لما اختار غير الإسلام لولا ما يعرض لهذه الفطرة من الأسباب المقتضية لإفسادها وتغييرها، وأهمها التعاليم الباطلة والتربية السيئة الفاسدة، وقد أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه ـ أي: أنهما يعملان مع الولد من الأسباب والوسائل ما يجعله نصرانياً خالصاً، أو يهودياً أو مجوسياً، ومن هذا: تسليم الأولاد الصغار الأغرار إلى المدارس الكفرية، أو اللادينية بحجة التعلم فيتربون في حجرهم ويتلقون تعليمهم وعقائدهم منهم، وقلب الصغير قابل لما يلقى فيه من الخير والشر، بل ذلك بمثابة النقش على الحجر، فَيُسَلِّمونهم إلى هذه المدارس نظيفين، ثم يستلمونهم ملوثين، فالويل كل الويل لمن تسبب في ضلال ابنه وغوايته. اهـ.
وقد نقل فيه الشيخ ـ رحمه الله ـ عدة فتاوى لكبار العلماء والمفكرين والهيئات والمؤسسات العلمية المعتبرة، كاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والأزهر الشريف.
وقد سبقت لنا فتوى عن تعلم العربية برقم: 31941 وأخرى عن التحدث بغير اللغة العربية برقم: 27842وثالثة عن تعلم اللغات الأجنبية برقم: 19730. وراجعي في مسئولية الوالد عن إدخال أبنائه مثل هذه المدارس الفتوى رقم: 157225وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.