موقف الأب إن أحسن إلى أبنائه فظلموه وأساؤوا إليه

28-6-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أنا رجل ابتليت من طليقتي وأبنائي الذين لم أقصر معهم في أي شيء من كل النواحي وحرمت نفسي من الراحة لأجلهم وتركت البيت الذي باسمي ليسكنوا فيه وخرجت لأسكن وحدي والله يعلم ما قد عانيت من قطيعتهم بدون سبب إلى أن ابتليت بديون وأردت أن أسكن في بيتي بسبب تقاعدي وكبر سني فقامت الدنيا ورفعت علي طليقتي قضايا لا تعد ولا تحصى تطالب بقيمة الديكورات والإضافات التي عملتها دون علمي ورفعت قضية قديمة تطالبني بمبالغ قديمة، وللعلم فأنا سددت ما طالبتني به وأسلمت الدين بيد ابني الكبير، لكنها أنكرت واشتدت الأزمة وقام أبنائي بقطيعتي 3 سنوات ولم يسألوا عني وهم يسكنون في بيتي وأنا خارجه ولم يشفع لي عندهم هذا فأنا لم أقصر معهم في أي شيء والله شاهد على هذا ولم أظلم أحدا ولم أضر أي أحد إلا نفسي حرمت نفسي من الراحة لأجلهم وضحيت بصحتي وراحتي لأجلهم يروني أمام الناس ويمرون بجانبي كأنهم لم يروني ويتجاهلونني، فكم مرة ساءت حالتي وارتفع ضغطي ولم أرهم بجانبي وكنت معهم لحظة بلحظة ولم أتخل عنهم في أية لحظة من حياتهم ولم أقس عليهم ولم أحرمهم من أي شيء أرادوه ولكنهم أنكروني وهذا أقسى شيء علي، وابني الكبير وقف في صف أمهم لأجل البيت، فقلت له اجعل أمك تتنازل عن الدعوى فهي أخذت حقها بيدك وأنا أبرأت ذمتي أمام الله وأمامك وقلت لابني لا أريد أن أرفع دعوى عليك بسبب أمك لكن لم أجد أي إجابة واستمرت في الدعوى وفي التنفيذ سيخصم من راتبي ووالله العظيم إنها أخذت كل حقوقها ولكنها أنكرت وابني لم يقف معي لإنصافي فرفعت دعوى أطالب ابني بالمبالغ التي أعطيتها إياه لكي تأخذها أمه فحسبي الله ونعم الوكيل وطلبت في دعواي اليمين الحاسمة أمام القاضي، وابني الكبير يا للأسف أنكر أني سلمته شيئا فصدمني موقفه وتجمد الدم في عروقي، لأنه أنكر والله إني أردت أن تتنازل لأمه رحمة في ابننا لكن كابرت وابني كابر وأنكروني، أريد أن أعرف ماهي عقوبة ابني وعقوبة أمه الناكرة؟ وللعلم ابني متزوج وأعطيته مبلغا لأمه وله، وأبنائي كلهم يعملون ولايسألون عني ومنهم من تزوج دون أن أعرف أقسم لم أضرهم بشيء ولم أقصر وهذا ابتلاء من الله وأنا صابر على ما ابتليت من تخلي أبنائي في عز ضيقي وضعفي فأنا مبتلى بسبب طليقتي وتحريضها أبنائي ضدي وغاضب من ابني وهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم ظلموني وهجروني بدون سبب عندما أردت أن أسكن بيتي وأرتاح مابقى من عمري، وللعلم أبنائي لديهم بيوت وطليقتي لديها أيضا بيت آخر ولكن لديها لذة الانتقام والتشفي ورفع الدعاوى كل يوم بكذب وتفشل ولا تيأس من كثرة رفع الدعاوى فأبنائي كلهم يعملون ولكن هي لا تريد السلام وتريد الأذية.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت من مقاطعة أولادك لك وإساءتهم إليك، فهم ظالمون وعاقون لك، وعقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما أن الابن الأكبر إذا كان قد شهد زورا بأنك لم تسلم حق أمه وحلف على ذلك كاذبا أمام القاضي فقد جمع مع العقوق كبيرة أخرى من أكبر الكبائر، وكذلك أمه إن كانت أنكرت تسلم حقها فهي ظالمة وآكلة للمال بالباطل، فالواجب عليها التوبة من ذلك، وعلى أولادك أن يتقوا الله ويتوبوا مما وقعوا فيه من العقوق، وليعلموا أن الأب لا تجب عليه النفقة والسكنى لأولاده الكبار المكتسبين، وأن انفصال الوالدين لا يبيح التقصير في حقّ أحدهما، وإنمّا تجب المداومة على برّهما وطاعتهما في المعروف ولا تجوز طاعة أحد الوالدين في مقاطعة الآخر، أو الإساءة إليه، وانظر الفتوى رقم: 38342.
ونوصيك بالصبر وأن تنصح أولادك وتدعو لهم بالهداية والصلاح ولا تيأس، فإن دعوة الوالد لولده من الدعوات المستجابة، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده. رواه ابن ماجه.
والله أعلم.

www.islamweb.net