الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فالوسوسة من شر الأدواء وأفتك الأمراض التي متى تسلطت على عبد أفسدت دينه ودنياه، وليس لها علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الإلتفات إليها، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن كل هذه الوساوس وألا تلقي لها بالا، واعلم أن هذا هو الشفاء من مرضك بإذن الله، وليس هو دواء محرم بل هو الدواء الذي شرع للمبتلى بهذا الداء، فامض في حياتك بصورة طبيعية غير مكترث بهذه الوساوس، وكلما طرح الشيطان في قلبك شيئا منها فجاهده وادفعه عن نفسك ليستقيم أمرك وينصلح حالك بإذن الله، واعلم أن الأصل هو الحل والإباحة فلا يحكم بتحريم شيء إلا إذا قام الدليل على ذلك، وعليك بسؤال أهل العلم عن كل ما أشكل عليك هل هو حلال أو حرام ثم لا تلتفت إلى ما يعرض لك من الوساوس بعد معرفة حكم الشرع، وليس ما يعرض لك من الضيق ردا لشرع الله ولا كفرا بل هو من جملة هذه الوساوس التي أنت مأمور بالإعراض عنها، واجتهد في الدعاء أن يذهب الله عنك ما تجد من الوساوس، نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.