الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فمعنى: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ـ أن ما سبق به قضاء الله ومشيئته لا بد من حصوله، وما جرى به القضاء بأنه لا يكون، فلا سبيل إلى كونه ووجوده، جاء في شرح سنن أبي داود للشيخ العلامة عبد المحسن العباد: قوله: وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ـ هذا هو الإيمان بالقدر ومعنى هذا: أن كل ما حصل لك لا سبيل إلى تخلصك منه، لأن الله تعالى قد قدره فلابد من أن يوجد، والشيء الذي أخطأك ولم يصبك لا يمكن أن يصيبك، وهذا هو معنى قول المسلمين: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ـ فقولهم: ما شاء الله كان ـ مأخوذ من قوله: وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك أي أن الشيء الذي قدر الله أن يكون لابد من أن يوجد، والشيء الذي قدر أن لا يكون لا سبيل إلى وجوده، فالشيء الذي يحصل لك ويقع لك لا يمكن أن يتخلف، والشيء الذي قدر ألا يحصل لك لا يمكن أن يكون، كما جاء في الحديث الآخر في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ـ رواه الترمذي وقال حسن صحيح. اهـ
والله أعلم.