الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا يخفى أن كل ما يجري للعبد مقدر عليه ومكتوب في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق الله الخلق، والعبد لا اطلاع له على الغيب، فالغيب لله تعالى، فلا سبيل لمعرفة العبد بما يصيبه إلا بعد وقوعه، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والعاقل لا يشغل نفسه بما لا سبيل له إليه، وإنما يشغل نفسه بما يقدر عليه وينتفع به، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم لما قال: ما منكم من أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة والنار، قالوا أولا ندع العمل ونتكل على الكتاب، فقال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له. متفق عليه.
فعلى العبد أن يجتهد في الأسباب المشروعة، ثم يطمئن قلبه إلى أن ربه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، وهو الذي يعلم بما فيه الخير حقيقة، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 39659.
والله أعلم.