الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:
فلا فرق بين فعلكم وفعله، بل كلاهما جائز عند من جوز فعل الجماعة في غير المسجد وهم جمهور الموجبين للجماعة، وكلاهما غير جائز عند من أوجب فعل الجماعة في المسجد، وهو اختيار جماعة من المحققين وأطال ابن القيم في نصره في كتاب الصلاة، ومذهب الجمهور كما ذكرنا هو أن الجماعة لا يجب فعلها في المسجد، بل يسقط وجوبها بفعلها في أي مكان كما أوضحناه في الفتوى رقم: 128394.
ومع ذا فأنتم وهو بفعلكم هذا تفوتون على أنفسكم فضلا عظيما هو فضل شهود الصلاة في المساجد، وحسبك شهادة الله لعمار المساجد بالإيمان: كما قال تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين { التوبة: 18}.
وحسبك ما ورد من النصوص في فضل المشي إلى المساجد والجلوس فيها وانتظار الصلاة بعد الصلاة فضلا عن عمارتها بالصلاة فيها، وراجع الفتويين رقم: 150541، ورقم: 151661.
ولا شك في أن فعل الصلاة ولو العشاء مع جماعة المسلمين في المسجد أولى وأعظم أجرا من تأخيرها وصلاتها في البيت، كما أنكم بهذا الفعل تدخلون أنفسكم في خلاف العلماء، وتعرضون أنفسكم للإثم عند كثير من محققيهم، فالذي ننصحكم به جميعا وأنتم من أهل القرآن والأخلق أن تكونوا أسوة لمن عداكم من الناس أن تحافظوا على الجماعات في المساجد، وأن لا تتهاونوا فيها، وأن لا تفوتوا على أنفسكم ولا على طلبتكم هذا الأجر الكبير، ويمكنكم أن تختاروا للعب وقتا لا يتعارض مع فعل الصلاة في المسجد.
والله أعلم.