الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فلا شك أنك قد أخطأت في إفشاء سر قريبتك، فإن من استؤمن على حفظ سر لا يجوز له إفشاؤه، جاء في الجامع الكبير للسيوطي: عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ إنما يتجالس المتجالسان بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشى على صاحبه ما يكره.
وفي سنن أبي داود مرفوعا: إذا حدّث الرجل بالحديث ثم التفت، فهي أمانة.
وقال الحسن البصري: إن من الخيانة أن تحدّث بسر أخيك. ولذلك، فإن عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وما دامت قريبتك قد سامحتك فنرجو أن يقبل الله تعالى توبتك ويغفر ذنبك، والتكاليف الشرعية كلها ـ ومنها حفظ السر ـ من الأمانة التي عرضها الله تعالى على السماوات والأرض والجبال فأبت حملها، كما قال أهل التفسير، والأمانة المذكورة هنا هي التكاليف التي يتعلق بأدائها الثواب وبتضييعها العقاب.
قال القرطبي: والأمانة تعم جميع وصائف الدين على الصحيح من الأقوال، وهو قول الجمهور.
والله أعلم.