الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما استشكلته بشأن قصة يوسف عليه السلام تجد جوابه في الفتوى رقم: 100104.
وأما الدعاء المذكور في السؤال: فلا حرج في أن ترقي نفسك به وتعوذها به، وقد روي نحوه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وضعفه غير واحد من أهل العلم ولفظه: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، بسم الله على نفسي وديني، بسم الله على أهلي ومالي، بسم الله على كل شيء أعطاني ربي، بسم الله خير الأسماء، بسم الله رب الأرض ورب السماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء، بسم الله افتتحت وعلى الله توكلت، الله الله ربي لا أشرك به أحدًا، أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه أحد غيرك عز جارك وجل ثناؤك ولا إله إلا أنت اجعلني في عياذك وجوارك من كل سوء ومن الشيطان الرجيم، اللهم إني أستجيرك من جميع كل شيء خلقت وأحترس بك منهن وأقدم بين يدي بسم الله الرحمن الرحيم، قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد من أمامي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي يقرأ في هذه الست قل هو الله أحد إلى آخر السورة.
قال السيوطي: ابن سعد، وابن السني في عمل اليوم والليلة عن أبان عن أنس.
وهو وإن لم يحكم بثبوته، لكنه لا يتضمن محذورا، بل معناه حسن فلا بأس في التعوذ به، ولا حرج في قول: ومن تحتي، وكذلك لا حرج في ذكر آيات معينة من القرآن والاسترقاء بها، فإن القرآن كله شفاء ـ بإذن الله ـ وباب الرقى مما رخص الشارع في الإتيان فيه بما جرب نفعه ما لم يكن يتضمن معنى محظورا، ففي صحيح مسلم من حديث عوف بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا نرقي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ.
قال النووي رحمه الله: وَقَدْ نَقَلُوا بِالْإِجْمَاعِ عَلَى جَوَازِ الرُّقَى بِالْآيَاتِ وَأَذْكَارِ اللَّهِ تَعَالَى، قَالَ الْمَازِرِيُّ جَمِيعُ الرُّقَى جَائِزَةٌ إِذَا كَانَتْ بِكِتَابِ اللَّهِ، أَوْ بِذِكْرِهِ وَمَنْهِيٌّ عَنْهَا إِذَا كَانَتْ بِاللُّغَةِ الْعَجَمِيَّةِ، أَوْ بما لايدرى مَعْنَاهُ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ فِيهِ كُفْرٌ. انتهى.
والله أعلم.