الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على الخير ورغبتك فيه، ثم اعلم أن أجر الرباط الموعود به من انتظر الصلاة بعد الصلاة لا يختص بانتظارها في المسجد، بل مهما كان قلبك معلقا بالصلاة وفكرك مشتغلا بها حصل لك هذا الأجر ـ إن شاء الله ـ وإن كنت في بيتك، وهذا بعض كلام أهل العلم في شرح حديث: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات.... وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط. أخرجه مسلم.
قال القاري في المرقاة: وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ ـ أَيْ: وَقْتُهَا أَوْ جَمَاعَتُهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ: يَعْنِي إِذَا صَلَّى بِالْجَمَاعَةِ أَوْ مُنْفَرِدًا، ثُمَّ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى وَيُعَلِّقُ فِكْرَهُ بِهَا بِأَنْ يَجْلِسَ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ فِي بَيْتِهِ يَنْتَظِرُهَا، أَوْ يَكُونَ فِي شُغْلِهِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ. انتهى.
وقال المباركفوري في المرعاة: وانتظار الصلاة بالجلوس لها في المسجد، أو تعلق القلب بها والتأهب والاهتمام لها مع اشتغاله بكسبه في بيته، كما ورد: ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: وانتظار الصلاة بعد الصلاة. سواء أدى الصلاة بجماعة أو منفردا في مسجد أو في بيته. انتهى.
ثم إن الله تعالى متى علم منك صدق النية والرغبة في المكث في المسجد في هذا الوقت، وأنه لم يمنعك من ذلك إلا ما لا قدرة لك على دفعه كتب لك الأجر بنيتك.
والله أعلم.