الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما ما ذكرته عن التقمص: فمن الهذيان الذي يعرف بطلانه كل عاقل، ولو كان الأمر كما زعموا فلماذا لا يستشعر هذا التقمص إلا الأناس الذين يأتون بهم؟ ولماذا يبقى ملايين البشر غير شاعرين بأن لهم حياة سابقة؟ وهذه العقيدة المنكرة فضلا عن منافاتها للكتاب والسنة فإنها مخالفة لما يقتضيه العقل السليم والفطرة المستقيمة، بل هي من الخرافات التي لا تروج إلا على من ضعف عقله وقل نصيبه من التصديق بما جاءت به الرسل، فنحن نعيذك بالله أن يروج عليك هذا الهذيان وأن تصدق أو تقتنع بتلك الضلالات، ونحذرك وعموم المسلمين من وسائل الإعلام التي لا تهدف إلا إلى تشكيك المسلمين في دينهم وزلزلة ثوابتهم وهدم ما استقر في نفوسهم من العقائد، وانظر الفتوى رقم: 43072.
وأما عدم ذكر ما يسمى بالديناصور في القرآن والسنة: فإن تعداد أنواع الحيوان الموجود فضلا عن المنقرض ليس من مقاصد القرآن العزيز، فإنه كتاب هداية أنزله الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بما ينفعهم ويضرهم وإرشادهم إلى سلوك الطريق المستقيم الموصل إلى سعادة العبد في دنياه وأخراه، فالقرآن من هذه الجهة كامل لا يعتريه نقص بوجه من الوجوه، فمن تمسك به سعد وأفلح، ومن أعرض عنه ضل وشقي. وأما أنواع الحيوان والنبات وما إلى ذلك فقد أرشد القرآن إلى الأصل العظيم الذي ينتفع به العبد وهو التفكر في هذه الموجودات وأنها دالة على قدرة الله وحكمته ولطفه ورحمته بعباده، وأنه وحده المتصرف في هذا الكون لا شريك له، والآيات الدالة على فضيلة التفكر والآمرة به الحاثة عليه كثيرة جدا، والتفكر في هذا الحيوان المنقرض وغيره يدل على عظمة الله وقدرته وتفرده بالخلق والإفناء، تبارك الله رب العالمين.
والله أعلم.