الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن جريمة السرقة وغيرها من المعاصي مما يبغضه الله ورسوله والمؤمنون، ولكن معصية الكفر وتكذيب رسل الله تعالى أكبر من كل ذنب وأعظم من كل معصية، فالمسلم العاصي بالسرقة أو غيرها من الذنوب يبغض بقدر معصيته مع بقاء أصل محبته بانتمائه إلى الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة، استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة.
أما الكافر: فإنه لم يحصل على أصل الإيمان ولذلك لا مقارنة بينه وبين من يؤمن بالله ورسله: فقد قال الله تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء:116}.
ففرق بين ما لا يغفر قطعا وبين ما يحتمل المغفرة، هذا من ناحية، أما من ناحية التعامل الدنيوي فإن الأفضل للمسلم إذا كان يريد التعامل معهما فيما يحتاج إلى الأمانة فالأفضل له أن يتعامل مع صاحب الأمانة إذا لم يكن عدوا أو محاربا من باب المصلحة الدنيوية، ولكن ذلك لا يعني أن الكافر أفضل من العاصي.
وأما الكافر الذي سمع بالإسلام ولم يهتم به حتى مات على الكفر فإنه في النار كما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار. رواه مسلم.
وراجع في مصير من لم يسمع بالإسلام فتوانا رقم: 120765
وفي ضوابط العذر بالجهل الفتويين رقم: 19084ورقم: 75673.
والله أعلم.