الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان الواجبُ عليكِ أن تتحرز قدر الإمكان من ابتلاع الدم أثناء الصيام، لأن تعمد ابتلاعه مفسد للصيام، إضافة إلى أن الدمَ نجس وابتلاعه محرم حتى في غيرِ أيام الصيام.
وعليه؛ فإذا كان ابتلاع الدم حصل عن قصد -أي كنت تستطيع عدم ابتلاعه ثم ابتلعته- فقد فسد صوم النهار الذي حصل فيه ذلك وعليك قضاؤه قبل حلول رمضان التالي، لكن يستحب تعجيل القضاء، ولا يجب إلا إذا لم يبق من شعبان إلا قدر ما يسعه، فعند ذلك لا يجوز تأخير القضاء، لما ثبت في الصحيحين من حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان.
أما ابتلاع الدم من غير قصد فإنه غير مفسد للصوم، قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين: يجب على الصائم أن يتحرز من ابتلاع الدم، لأن الدم خارج طارىء غير معتاد يكون ابتلاعه مفطراً، بخلاف ابتلاع الريق فإنه لا يفطر، فعلى الصائم الذي خلع ضرسه أن يحتاط وأن يحترز من أن يصل الدم إلى معدته، لأنه يفطر، لكن لو أن الدم تسرب بغير اختياره فإنه لا يضره، لأنه غير متعمد لهذا الأمر. انتهى. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 138639، 127175، 113195. وما فيها من إحالات.
والله أعلم.