الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله عز وجل أن يثيبك ويأجرك على فقد هذا الجنين، ويخلف عليك خيرا منه، ولتبشري بشفاعته لك إن شاء الله تعالى، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: والذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته. رواه أحمد وابن ماجه وغيرهما، وصححه الألباني. ووردت أحاديث ضعفها أهل العلم أنه يشفع لأبويه فيجرهما بسرره فيدخلهما الجنة.
ومعنى كونه شفيعا أنه يسأل الله تعالى ويتوجه إليه أن يدخل أبويه الجنة أو ألا يعذبهما.. فلتصبري ولتحتسبي الأجر عند الله تعالى الذي لا يضيع عنده أجر الصابرين.
فإذا اعتمدت على الله تعالى وفوضت الأمر إليه واحتسبت الأجر عنده ورضيت بقضائه وقدره، وعلمت أن الجزع لا يغير شيئا، وأن أمر المؤمن كله له خير ذهب عنك ما تجدين، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم. وفي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه حتى الشوكة يشاكها. وقال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري.
فانظري إلى المستقبل واتركي عنك ما مضى وأملي خيرا تجدينه إن شاء الله تعالى.
وانظري الفتويين: 62014، 42861.
والله أعلم.