الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى قد أمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان فقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. سورة المائدة - الآية : 2
فلا يجوز للمسلم أن يعين على معصية أو ما فيه معصية، وإذا علم من حال من يعينه أنه سيستخدم هذا العون في الشر، أو فيما هو مخالف للشرع، فإنه يكون مشاركاً له في الإثم وعليه مثل وزره، فقد روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً.
ومع ذلك فإن التوبة النصوح تمحو ما قلبها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ. (الشورى:25).
ومن تمام توبتك أن تبذل ما استطعت من الجهد في إزالة وحذف ما استطعت إزالته من القنوات الفاسدة، وتنصح من ساعدتهم في إزالتها، فإذا بذلت جهدك في الإصلاح وأصلحت ما استطعت، فقد أديت ما عليك ولن يضرك بعد ذلك ـ إن شاء الله ـ ما لم تستطعه ولو لم يستجب لك من ساعدتهم، أو بقيت آثار ما عملت.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده؛ كمن رجع * عن بث بدعة عليها يتبع.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 151889 ،136522.
والله أعلم.