الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المرأة إذا أصابها نزيف بحيث استمر جريان الدم معها أكثر من خمسة عشر يوما اعتبرت مستحاضة، والمستحاضة تتحفظ وتتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها وتصلي، وتصوم، والنزيف المعتبر استحاضة لا يبيح ترك الصيام ما لم يؤثر على الصحة بتجربة أو إخبار طبيب عارف، ولبيان صلاة وصيام من لا تميز بين دم الحيض والاستحاضة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 126431.
وقد سبق أن أوضحنا كيف تميز المستحاضة دم الحيض من غيره في الفتوى رقم: 97641.
وكان على السائلة أن تسأل أهل العلم عند ما أصابها النزيف عن حكم الصلاة والصيام أثناءه، لتكون على بصيرة من صيامها فلا تصوم في حالة لا يجوز معها الصيام ولا تترك الصيام في وقت وجوبه عليها، فقد قال الله سبحانه وتعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}.
وحيث إنها لم تفعل ذلك فإن كانت تركت الصلاة والصيام أكثر من خمسة عشر يوما التي هي أكثر الحيض، فعليها أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى من التفريط في عبادتها بترك سؤال أهل العلم حيث أمكنها ذلك وتقوم بقضاء الصلوات التي تركتها بحجة استمرار النزيف إلا صلاة الأيام التي تعتبر أيام حيض فلا يجب عليها قضاؤها، كما يجب عليها قضاء ما أفطرته من شهر رمضان سواء في ذلك ما أفطرته بعذر شرعي كالحيض أو بسبب الجهل، ولتنظر الفتوى رقم:103261، لمزيد التفصيل في نفس الموضوع.
ولبيان ما تفعله المستحاضة للتحفظ من خروج الدم يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 150061.
والله أعلم.