الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دام مقصدك من تأسيس هذا الموقع نبيلا وهدفك من إنشائه هو إثراء الساحة المعرفية بالعلوم النافعة، فهذا هدف نبيل ينبغي السعي فيه وتحقيقه، وما ذكرته من عدم التحكم فيما ينشر لا إثم عليك فيه، بل الإثم على من اعتدى على حق غيره، وحسبك أن تنبهي الناس وتحذريهم من الاعتداء على حقوق الآخرين، ثم إننا ننبهك إلى أن اقتباس المعلومات من الكتب المنشورة والمواقع الألكترونية لا حرج فيه وليس من الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية، لكن لا بد من مراعاة الأمانة العلمية في النقل والاقتباس بنسبة الأقوال والمواضيع إلى أصحابها الأصليين، قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في كتاب البدر الطالع: ما زال دأب المصنفين يأتي الآخر فيأخذ من كتب من قبله, فيختصر، أو يوضح أو يعترض، أو نحو ذلك من الأغراض التي هي الباعثة على التصنيف, ومن ذا الذي يعمد إلى فن قد صنف فيه من قبله فلا يأخذ من كلامه. اهـ.
والاقتباس والنقل ونحوه لا يشترط له إذن أصحابه حتى لو منعوا منه فليس لهم الحق في ذلك بعد نشره، قال الشيخ بكر أبو زيد عن الاقتباس: فهو انتفاع شرعي لا يختلف فيه اثنان، وما زال المسلمون منذ أن عرف التأليف إلى يومنا هذا وهم يجرون على هذا المنوال في مؤلفاتهم دون نكير. وعليه، فإن منع المؤلف لذلك يعد خرقاً للإجماع فلا عبرة به حتى ولو سجله على طرة كتابه، كما يفعله البعض ـ على ندرة الفعلة لذلك في عصرنا. انتهى.
وبالتالي، فالضابط المعتبر هو مراعاة الأمانة العلمية عند النقل والاقتباس، وحسبك أن تنبهي زملاءك وغيرهم من أعضاء الموقع على ضرورة الالتزام بمراعاة الضوابط الشرعية في هذا المجال، وينبغي لك نشر ثقافة احترام حقوق الناس في هذا الموقع وغيره بنقل كلام أهل العلم في مسألة الحقوق الفكرية وحكم الاعتداء عليها وضوابط ذلك.
والله أعلم.