الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أنّ الزنا من أفحش الذنوب ومن أكبر الكبائرالتي تجلب غضب الله، وهو جريمة خطيرة لها آثارها السيئة على الفرد والمجتمع، قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا. الإسراء (32)
وقد اختلف العلماء في صحة الزواج بالزانية قبل توبتها، فذهب الجمهور إلى صحته مع الكراهة، وذهب الحنابلة إلى تحريمه، وانظري الفتوى رقم : 35509
لكن تحريم الزواج بالزانية إنما يكون عند ظهور زناها أو علم الزوج به، أما إذا لم يعلم بزناها فالزواج صحيح.
جاء في حاشية الروض المربع عند قول المؤلف : وتحرم الزانية على زان وغيره: إذا علم زناها، لقوله تعالى: وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
وعليه؛ فما دام هذا الرجل قد تزوج تلك المرأة ولم يعلم بزناها فلا يبطل زواجه بذلك، وعليها أن تستر على نفسها ولا تخبر زوجها أو غيره بما وقعت فيه من الفاحشة.
لكن زواج المرأة دون ولي باطل عند جمهور العلماء خلافاً للإمام أبي حنيفة (رحمه الله) الذي يرى صحة تزويج المرأة الرشيدة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح، ومن عقد الزواج بلا ولي تقليدا للقائل بصحته أو كان قد حكم بصحته قاض شرعي فالزواج صحيح، وعلى ذلك فالذي ننصح به تجديد عقد هذه المرأة بمباشرة وليها أو وكيله إن أمكن ذلك، وأما بخصوص الأولاد فلا إشكال في نسبتهم إلى الزوج ما داما تزوجا معتقدين صحة النكاح.
والله أعلم.