الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يجزيك خيرا على اعتزازك بدينك وحرصك على اجتناب المحرمات، فزادك الله استقامة وهداية وطاعة ونوصيك بالحرص على العلم النافع والعمل الصالح وصحبة الأخيار، والمعاصي قد تكون سببا في المصائب كحرمان الشخص نعمة أو زوالها منه، قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير {الشورى:30}.
ومن ذلك تأخير الزواج، فقد يكون عقوبة على ذنب، ولكن قد يكون ذلك لمجرد الابتلاء، وههنا ينبغي للمسلم أن يستحضر عبادة الصبر، حتى يجعل من هذا البلاء نعمة، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103.
والمسلم مطالب بالسعي وبذل الأسباب لا الانتظار والاعتماد على ما هو مكتوب في الكتاب ـ نعني اللوح المحفوظ ـ فإن هذا أمر غيبي، وسيأتيه بإذن الله ما كتب له، ففي الصحيحين عن علي ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا فكل ميسر لما خلق له.
والقضاء منه ما هو مبرم محتوم ومنه ما هو معلق، ولمعرفة الفرق بينهما راجع الفتويين رقم: 54532، ورقم: 12638.
والله أعلم.