الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأفضل للمتمتع أن يقصر شعره ولا يحلقه بعد التحلل من عمرة التمتع، ويجعل الحلق عند التحلل من حجه. قال أبو محمد بن قدامه في المغني: وقول الخرقي: قصر من شعره، ثم قد حل ـ يدل على أن المستحب في حق المتمتع عند حله من عمرته التقصير، ليكون الحلق للحج، قال أحمد في رواية أبي داود: ويعجبني إذا دخل متمتعا أن يقصر، ليكون الحلق للحج، ولم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلا بالتقصير، فقال في حديث جابر: أحلوا من إحرامكم بطواف بين الصفا والمروة وقصروا، وفي صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم: فحل الناس كلهم، وقصروا، وفي حديث ابن عمر أنه قال: من لم يكن معه هدي فليطف بالبيت وبين الصفا والمروة، وليقصر، وليحلل. متفق عليه. وإن حلق جاز، لأنه أحد النسكين، فجاز فيه كل واحد منهما. انتهى.
والله أعلم.