الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السؤال بقصد التثبت في معرفة الحكم الشرعي أو فيما ستعمل به ليس من التشدد المذموم، وإنما هو من الورع والاحتياط في الدين، قال الأخضري المالكي في مقدمته: ولا يحل له أن يفعل فعلا حتى يعلم حكم الله فيه ويسأل العلماء ويقتدي بالمتبعين.
وقال بعضهم:
والاحتياط في أمور الدين * من فر من شك إلى يقين.
ولكن المبالغة في ذلك قد تذم إن أمكن أن تؤدي بصاحبها إلى الوسواس أو تصل به إلى الغلو والتنطع، فيشك في الواضح الجلي ويترك الحلال البين وكما قيل فكل شيء زاد عن حده انقلب إلى ضده، ولمعرفة الفرق بين الورع والتشدد،والتطرف والاعتدال انظر الفتويين رقم: 48482، ورقم: 47304.
والله أعلم.