الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي ينبغي لكل مسلم هو المبادرة إلى طاعة الله تعالى، وأن يحمل نفسه عليها، وعليه أن يجتنب طاعة الشيطان والنفس الأمارة بالسوء التي تدعوه إلى الكسل والتثاقل عن الصلاة وإيثار النوم عليها وذلك من صفات المنافقين ـ والعياذ بالله ـ فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الصبح، وذلك لما فيهما من المشقة ومدافعة النوم، فعلى السائلة أن تنتبه لهذا الأمر وألا تستجيب لخداع الشيطان وتزيينه للنوم حتى يفوت عليها صلاة الصبح في أول وقتها، ثم إذا كانت تنام بعد دخول الوقت وهي تعلم أو تظن أنها لن تنتبه في وقت يسع الطهارة والصلاة قبل خروج الوقت فعليها أن تتوب إلى الله تعالى من تعمد تأخير الصلاة عن وقتها من غير عذر معتبر شرعا وليس عليها قضاء الصلاة مرة أخرى إذا كانت صلت بعد انتباهها، ولا يعتبر ما قامت به ردة حتى تطالب بالدخول في الإسلام مرة أخرى، ولتنظرالفتوى رقم: 141107، وما أحيل عليه فيها.
أما ّإّذا كانت تترك الصلوات التي فات وقتها ولم تقم بقضائها فيجب عليها قضاؤها فورا قدر الإمكان, فإن لم تستطع تحديد عدد الصلوات المتروكة سواء فاتت بسب النوم أو بغيره فلتقم بقضاء ما يغلب على ظنها أنه عدد ما عليها من الفوائت، ولبيان كيفية قضاء الفوائت يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 31107.
وننبه إلى أن من صلى ركعة من الصلاة قبل خروج وقتها فقد أدرك الوقت أي صلى أداء وليس قضاء، ففي سنن النسائي: عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها، ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدركها. صححه الألباني.
وقال ابن قدامة في المغني: وجملة ذلك أن من أخر الصلاة ثم أدرك منها ركعة قبل غروب الشمس فهو مدرك لها ومؤد لها في وقتها، سواء أخرها لعذر أو لغير عذر، إلا أنه إنما يباح تأخيرها لعذر وضرورة كحائض تطهر، أو كافر يسلم أو صبي يبلغ، أو مجنون يفيق، أو نائم يستيقظ، أو مريض يبرأ. انتهى.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 129516.
والله أعلم.