الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما جاء في القرآن من كون إلياس رسولا من الله يجب اعتقاد صحته.
وأما ما روي عن وهب بن منبه فلا يلزم اعتقاده لأن وهبا كان يأخذ عن أهل الكتاب وأخبار أهل الكتاب لا نصدقها ولا نكذبها إن لم يكن عندنا ما يصدقها أو يكذبها، و إنما تجوز حكايتها من دون تصديق لها ولا تكذيب، ففي حديث البخاري: لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. وفي حديث المسند: ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدقوه، وإن كان حقاً لم تكذبوه. انتهى. ولحديث البخاري: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج.
وقال ابن حجر في فتح الباري: ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملاً لئلا يكون في نفس الأمر صدقاً فتكذبوه أو كذباً فتصدقوه فتقعوا في الحرج. انتهى.
وجاء في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي: ولا حرج لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب، أو ولا حرج أن لا تحدثوا، وإذنه هنا لا ينافي نهيه في خبر آخر لأن المأذون فيه التحدث بقصصهم والمنهي عنه العمل بالأحكام لنسخها. انتهى.
وراجع الفتوى رقم : 94519 ، في كون إلياس و إدريس ليسا نبيا واحدا.
والله أعلم.