الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما تعليمك صغارك العربية فهو أمر عظيم الأهمية، وبخاصة في هذه البلاد التي يخشى على دين الصغار فيها إن لم تكن لهم علاقة بلغتهم، ولا يبعد أن يقال بوجوب تعليمهم العربية في هذه الحال، لأنه السبيل إلى تعلمهم القرآن وما يلزمهم من علوم الشرع، وقد نص الفقهاء على وجوب دفع الصغير لمكتب ليتعلم القراءة والكتابة، وهم لا يريدون إلا القراءة والكتابة بالعربية كما لا يخفى، قال في نهاية المحتاج فيما يلزم الأب: يؤدبه وجوبا بتعليمه طهارة النفس من كل رذيلة، وتحليتها بكل محمود ويسلمه وجوبا لمكتب. انتهى.
وأيا ما كان فأنت مأجورة ـ إن شاء الله ـ على قيامك بهذه المهمة الجليلة، ولا ينافي وجوب تعليمهم استحقاق من يعلمهم للأجر، والمرأة إذا قامت على أولادها وأحسنت رعايتهم كان لها بذلك أجر عظيم مع كون قيامها برعايتهم واجبا عليها، وفي الصحيح عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قالْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلَمَةَ أَنْ أُنْفِقَ عَلَيْهِمْ وَلَسْتُ بِتَارِكَتِهِمْ هَكَذَا وَهَكَذَا، إِنَّمَا هُمْ بَنِيَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَكِ أَجْرُ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ.
فاستمري في تعليم صغارك واثقة بمثوبة الله تعالى.
وأما وضع المصحف تحت الوسادة فليس مما يجوز ولو بالقصد المذكور قال في أسنى المطالب: وحرم توسد مصحف وإن خاف سرقته. انتهى.
وفي الموسوعة الفقهية: وقال الحنابلة: يحرم توسد المصحف والوزن به والاتكاء عليه، لأن ذلك ابتذال له، قال في الآداب الشرعية: واختار ابن حمدان التحريم، وقطع به في المغني والشرح، وبذلك قال ابن عبد القوي. انتهى.
وأما ما تراه ابنتك من الأحلام المزعجة فسبيل علاجه أن ترقيها بالرقى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك يدفع عنها ما تجده ـ إن شاء الله ـ وقد اختلف العلماء في التمائم من القرآن والأذكار هل تجوز أو لا؟ ولعل المنع من تعليقها أولى سدا للذريعة.
والله أعلم.