الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنريد أولا تنبيهك إلى أن ما ذكرته من أنك لا تعرف شيئا عن نيتك يؤكد أنك لم تكن تريد الطلاق، إذ النية هي القصد والإرادة، ولا يصح أن يكون المرء يقصد جازما طلاق زوجته ثم لا يكون له علم بعد ذلك بما قصده، ثم إن جميع ما ذكرته مما وقع لك لا يلزمك منه طلاق ولا يترتب عليه شيء، وقد نص أهل العلم على أن الموسوس لا يلزمه طلاق حال وسوسته فيه، جاء في التاج والإكليل شرح مختصر خليل المالكي: رجل توسوس له نفسه فيقول قد طلقت امرأتي أو يتكلم بالطلاق وهو لا يريده، أو يشككه فقال: يُضرِب عن ذلك، ويقول للخبيث: صدقت ولا شيء عليه.
ولذلك، فإنما يقع لك إنما هو من وساوس الشيطان فلا تشغل به نفسك، فإذا قال لك الشيطان: طلقت أو وقع منك طلاق فلا تلتفت إليه وقل له: صدقت، واشتغل عنه بذكر الله تعالى وعمل ما ينفعك في دينك ودنياك، وانظر الفتوى: 56096. ونوصيك أن تعرض نفسك على طبيب نفسي، ولمعرفة علاج الوسواس انظر الفتاوى التالية أرقامها: 10355، 3086، 15409.
والله أعلم.