الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنشكر للأخ السائل حرصه على أداء ما افترضه الله عليه من الزكاة، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منه وأن يبارك له في ماله، وملاحظتنا على طريقة إخراجه للزكاة تتلخص فيما يلي:
أولا: أنه اعتبر شهر مايو هو بداية الحول، وهذا فيه خطآن أولهما أن بداية الحول تكون من بلوغ المال النصاب وليس من موعد استلامه، فالمال الذي استلمته إذا كان قد بلغ النصاب قبل أن تستسلمه، فإن حوله يبدأ من وقت بلوغ النصاب، والخطأ الثاني الاعتداد بالأشهر الميلادية في حساب الزكاة، والمعتبر هو الأشهر القمرية كما بيناه في عدة فتاوى, وكلا الأمرين ـ أي الاعتداد بالأشهر الميلادية واعتبار بداية الحول من تاريخ الاستلام ـ يترتب عليه تأخير إخراج الزكاة, فأيام الشهر القمري أقل من أيام الشهر الميلادي كما هو معلوم, وتأخير الزكاة عن وقت وجوبها لا يجوز.
ثانيا: الذي فهمناه من السؤال أنك بعد أن تخصم الزيادة الربوية تنظر فيما كان عندك من المال في السنة السابقة فقط ولا تنظر فيما انضم إليه من المال المتجدد خلال السنة, فإن كان ما فهمناه صحيحا، فمن المعلوم أن الراتب المتجدد إما أنك تضمه إلى ما عندك من النصاب وتزكيه معه، وهذا أفضل لك وأيسر ويكون من باب تعجيل الزكاة, وإما أن تستقبل به حولا آخر من يوم استفادته, وانظر الفتويين رقم: 134239, ورقم: 128619.
وأما أن تهمله فلا تدخله في حساب الزكاة من غير نظر إلى هذا ولا ذاك فهذا يعني أنك تؤخر زكاة المال المتجدد من الراتب عن وقت وجوبها، وهذا لا يجوز, وبناء على ما ذكرناه فأعد النظر فيما أخرجته وبادر بإخرج ما بقي عليك في آخر سنة حسبما ذكرناه من التفصيل، ونسأل الله أن يتقبل منك. وانظر الفتويين رقم: 169275، ورقم: 582.
والله أعلم.