الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من سؤالك أنك تعاني من الوسوسة، فإن كان الذي صدر منك في أمر الطلاق راجع إلى تلك الوساوس، فلا شيء عليك ولا تشغل نفسك بهذه التفاصيل، فقد سبق أن بينا أن الطلاق الذي يصدر من الموسوس بسبب الوسوسة غير واقع، كما في الفتوى رقم: 56096.
وأما إن كنت قد تلفظت بالحلف بالطلاق أو علقته على أمر مدركا ومختارا غير مغلوب على عقلك، فالجمهور على وقوع الطلاق عند الحنث أو وقوع المعلق عليه، وهو المفتى به عندنا، خلافا لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يرى أنّ حكم الحلف بالطلاق الذي لا يقصد به الطلاق، وإنما يراد به التهديد أو التأكيد على أمر حكم اليمين بالله، فإذا وقع الحنث لزم الحالف كفارة يمين ولا يقع به طلاق، وانظر الفتوى رقم: 11592.
والمرجع في تعيين ما حلفت عليه من عدم متابعة أو استماع إلى نيتك وما قصدته بلفظك فيما يحتمله اللفظ، ففي هذه الحال ينبغي أن تعرض الأمر على من تمكنك مشافهته من أهل العلم الموثوقين في بلدك.
وعلى من ابتلي بالوسوسة في مسائل الطلاق أو غيرها أن يعرض عنها جملة وتفصيلا، فإن التمادي فيها عواقبه وخيمة، ومما يعين على التخلص من هذه الوساوس: الاستعانة بالله وصدق اللجوء إليه وكثرة الدعاء، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.
ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.
والله أعلم.