الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أيتها الأخت الكريمة أن تعرضي عن الوساوس جملة، وألا تلتفتي إلى شيء منها، فإنك لم تقعي في هذه الحيرة وهذا الهم والعناء إلا بسبب هذه الوساوس عافاك الله منها، ولا تحكمي على شيء بالنجاسة بمجرد الشك، فما دمت تشكين هل لامست يد هذا الطفل النجاسة أو لا فالأصل أنها لم تلامس النجاسة، ثم اعلمي أن هذا الطفل لو مس فرجه وهو غير متطهر من البول فلا يلزم من هذا أن النجاسة قد أصابت يده، ولو فرضنا أن يده تنجست فإنها لا تنجس ما تلقاه من الأشياء الجافة إذا كانت جافة، ولا يلزمك أن تتعبي نفسك في التفتيش هل تنجست يده أو لا، فإن هذا من جملة الوساوس، والخلاصة أن عليك أن تعرضي عن هذه الوساوس، وألا تحكمي بتنجس شيء إلا إذا تيقنت يقينا جازما لا يتطرق إليه شك أنه قد تنجس.
والله أعلم.