الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الله- تعالى- هو الخالق المتصرف في الكون وحده لا شريك له. ولا يتحقق للمرء توحيد الربوبية إلا باعتقاد ذلك، كما بينا في الفتوى رقم: 30404 وما فيها من الإحالات.
وإذا قال المسلم مثل هذه العبارة فيستبعد أن يكون قصده أنه وصل إلى ما وصل إليه بدون مشيئة الله تعالى وتوفيقه. فينبغي أن يحمل كلام المسلم على أحسن المخارج؛ فإذا كان قصد هذا القائل أنه اكتسب مجده وعزه بنفسه دون مساعدة أو اعتماد على الآخرين من الآباء والمعلمين. فإنه لا حرج عليه في ذلك إذا كان صادقا؛ فهذا الذي يسميه العرب المجد العصامي وَفِي الْمَثَلِ "كن عصاميا ولا تكن عظاميا" . والعصامي: نسبة إلى عصام الذي قال فيه نابغة بني ذبيان:
نفس عصام سودت عصاما * وعلمتـه الكـرّ والإقـدامـا
وصـيّـرتـه مـلـكـا هـمـامـا * حتى علا وجاوز الأقواما
والله أعلم.