الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما نسأل الله لك العافية، وعلاج ما تعانين منه هو أن تعرضي عن الوساوس جملة فلا تلتفتي إلى شيء منها، فمهما وسوس لك الشيطان بنجاسة شيء معين فلا تلتفتي إلى وسواسه، واعلمي أن الأصل في الأشياء كلها الطهارة فلا تنتقلي عن هذا الأصل إلى الحكم بالنجاسة إلا بيقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه، واعلمي أنك تتقربين إلى الله تعالى بالإعراض عن هذه الوساوس، وأنك إن لم تعرضي عنها فإنك تمكنين الشيطان من نفسك وتظلين في هذا العناء، وهذه الطريقة التي تذكرينها في غسل الفرش المتنجسة كافية في تطهيرها، فإن غمر الفراش المتنجس بالماء كاف في تطهيره إذا جرى الماء على الموضع المتنجس ولا تحتاجين إلى مسحه بخرقة أخرى، وإذا جلست وثيابك مبتلة على مكان متنجس لم تنتقل النجاسة إلى ثيابك في أحد قولي العلماء، وانظري الفتوى رقم: 154941 ، ويسعك أن تعملي بهذا القول حتى يعافيك الله تعالى.
والله أعلم.