الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أن محادثة الأجنبيات فيما يتعلق بالمحرم تعتبر معصية سواء في ذلك رمضان وغيره، لكنها في رمضان أشد حرمة، لأن صاحبها ينتهك حرمة الشهر الكريم ويخالف أمر الله عز وجل وحكمته من تشريع الصوم، وما يقوم به الصائم المذكور لا يبطل الصيام لكنه ينقص أجره، لأن القصد من الصوم تحقيق تقوى الله تعالى، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. رواه البخاري وأبو داود والترمذي.
قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: وقال البيضاوي: ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر القبول. انتهى.
والله أعلم.