الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أنت أن تتوب إلى الله تعالى أولا من رؤيتك المنكر وعدم نهيك عنه، فإن النهي عن المنكر من آكد شرائع الدين ودعائم الملة، وإن كان عدم إنكارك للمنكر ليس كفرا ما دمت كارها للمنكر نافرا منه، ولكنه معصية يجب عليك التوبة منها، وانظر الفتوى رقم 162997 وأما صاحبك هذا فما ارتكبه من المكفرات جاهلا كطلبه المدد من غير الله فإنه لا يعد به مشركا حتى يبين له وتقام عليه الحجة، وانظر الفتوى رقم 125994 وما أحيل عليه فيها. وما ذكرته من سخريته واستهزائه من مشاهد الأفلام لا يعد كفرا لأنه لم يقصد الاستهزاء بالقرآن فيما يظهر، فبين له حكم هذه المخالفات وادعه إلى التوبة منها، وأما سبه للدين فما دام قد تاب منه فالحمد لله، وعليك أن تتعامل معه على أنه من جملة المسلمين ما لم يثبت خروجه من الملة بيقين. وأما الكلمة المسؤول عنها فالظاهر أنها مأخوذة من قولهم شيء لله، فهم يستعملونها في الطلب من المقبور ونحوه أن يعطيهم شيئا لله تعالى، فهذا دعاء له وهو من الشرك الذي لا يغفره الله تعالى لمن تلبس به بعد قيام الحجة عليه.
قال شيخ الإسلام في الرد على الرفاعية: ومنهم من يتكلم في صلاته حتى إنهم بالأمس بعد أن اشتكوا علي في عصر الجمعة جعل أحدهم يقول في صلب الصلاة: يا سيدي أحمد شيء لله. وهذا مع أنه مبطل للصلاة فهو شرك بالله ودعاء لغيره في حال مناجاته التي أمرنا أن نقول فيها: {إياك نعبد وإياك نستعين}. انتهى.
والله أعلم.