الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن الأصل في الأشياء كلها الطهارة حتى تتيقن نجاستها، ولا يحكم على شيء بالنجاسة بمجرد الشك.
جاء في منار السبيل: [ولا ينجس شئ بالشك ما لم تعلم نجاسته] لأن الأصل الطهارة. انتهى.
وهذا من يسر الشريعة المطهرة ومن رحمة الله بعباده الذي لم يجعل عليهم في الدين من حرج، فإذا عرفت أن هذا هو حكم الله تعالى فإن الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب من طاعة الشيطان الذي يريد بها أن يصدك عما ينفعك ويفسد عليك دينك ودنياك، فإياك وهذه الوساوس فلا تلتفت إليها ولا تعرها اهتماما بالمرة، بل كلما وسوس لك الشيطان بنجاسة شيء معين فألغ هذا الوسواس وراء ظهرك وابن على الأصل وهو الطهارة مستعينا على ذلك بالله تعالى عالما أنك بإعراضك عن الوساوس ترضي ربك وتفعل ما شرعه لك سبحانه.
والله أعلم.