الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخوف من الرياء وحبوط العمل أمر حسن، لكن المبالغة والإسراف فيه حتى يصل إلى حد القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله هو المذموم، فعليك أن تجمعي مع خوفك من الله تعالى حسن الظن به والرجاء لفضله ومثوبته، واعلمي أنه تعالى أرحم بعبده من الأم بولدها، وأن رحمته سبقت غضبه، وأنه لا يضيع أجر المحسنين، فأكثري التفكر في صفات جماله كالرحمة والحلم والبر والرفق واللطف ونحوها من صفاته التي تملأ القلب حبا له ووثوقا به ورجاء لفضله تعالى، وبذا يحصل لك التوازن بين هذين الجناحين اللذين لا بد منهما في طريق السير إلى الله تعالى، وهما الخوف والرجاء، وانظري الفتويين رقم: 133975، ورقم: 117814.
وقد يكون الشيطان تسلط عليك بشيء من الوسوسة يلقيها في قلبك ليبعدك عن ربك تعالى، ويحول بينك وبين ما تفعلينه من الخير، فإياك والوسوسة، احذريها وأعرضي عنها ولا تلتفتي إلى ما يلقيه الشيطان في قلبك منها، واجتهدي في الدعاء بأن يعطيك الله ما تأملين من خير الدنيا والآخرة، فإن الأمور كلها بيده سبحانه.
والله أعلم.