الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نسأل الله تعالى أولا أن يذهب عنك هذه الوساوس، وأن يفرج كربك، إنه سبحانه سميع مجيب، ثم إننا ننصحك بمجاهدتها وترك الإسترسال معها، فهذا أنجع علاج لها، ثم عليك بالإستعانة بالله تعالى وكثرة دعائه، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ. {غافر:60} .
وإذا كانت هذه الوساوس تهجم عليك ولا تستطيعين التحكم فيها، فلا تؤاخذين بها ما دامت من غير إرادتك، لأن الاختيار شرط للتكليف، قال تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب:5}.
وقال سبحانه: وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {النحل:106}.
قال الشوكاني رحمه الله: فلا بد ـ أي في الحكم بالكفر ـ من شرح الصدر بالكفر وطمأنينة القلب به وسكون النفس إليه. اهـ.
ولكن عليك ـ كما تقدم ـ مدافعة هذه الوساوس والاستعاذة من الشيطان، فهذا من كيده بعباد الله المؤمنين ليفسد عليهم دينهم ودنياهم، وراجعي في سبل علاج الوسواس القهري الفتوى رقم: 3086.
والله أعلم.