الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يتبين لنا حال سبب تدخل الشرطة، وهل هم ظالمون أم تدخلوا لمنع فساد أو شغب، فينبغي سؤال أهل العلم ببلدكم فهم أدرى بملابسات الموضوع.
وقد بينا حكم الإضراب والاعتصام من أجل رفع الظلم وتحصيل بعض الأمور المباحة في الفتاوى التالية أرقامها: 14719، 62803، 106055، 174331.
وأما المطالبة بتنحية مدير مؤسسة ما، فهو جائز ان كان ذلك لسبب شرعي، ولا يعتبر ذلك وحده من الخروج على ولي الأمر، إذا تمت تلك المطالبة وفق الضوابط الشرعية، وقد شكا أهل الكوفة إلى عمر رضي الله عنه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وكانوا مخطئين ولم ينكر عمر- رضي الله عنه - عليهم شكواهم، بل عزله عنهم مع حسن ظنه بسعد رضي الله عنه وثقته به؛ ولذا جعله في الستة الذين عهد باختيار أحدهم للخلافة. ففي الصحيحين عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه قال : شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل اليه فقال يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي ؟ قال أبو إسحق أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين وأخف في الأخريين . قال ذاك الظن بك يا أبا إسحق . فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفه ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه ويثنون معروفا حتى دخل مسجدا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية . قال سعد أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن . وكان بعد إذا سئل يقول شيخ كبيرمفتون أصابتني دعوة سعد . قال عبد الملك فأنا رأيته بعدُ، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن. اهـ
والله أعلم.