الموسوس مطالب بالإعراض عن الوساوس بجميع صورها

18-3-2012 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب ـ ولله الحمد ـ أكرمني ربي سبحانه وتعالى بكل شيء جميل وليس لدي مشاكل في حياتي، أعمل في وظيفة جيدة وأكرمني ربي سبحانه وتعالى بزوجة صالحة وبنت، بدأت مشكلتي منذ نحو أكثر من عامين عندما سافرت لدراسة الدكتوراه في إحدى الدول الغربية بعيدا عن أهلي فابتليت بالوسوسة في العقيدة ـ والعياذ بالله ـ وعشت أياما صعبة ثم بعد ذلك سافرت إلي زوجتي وابنتي بعد سبعة أشهر فاستقرت ـ والحمد لله ـ حالتي وبدأت أنسى وأتعافى من ذلك، ثم بعدها بفترة تغيرت الوساوس إلى الوضوء والصلاة ثم الوسوسة في الاستهزاء بالدين ـ والعياذ بالله ـ ثم بدأت أتذكر كلمات قلتها سابقا وأوسوس فيها وأسأل عنها ومع كل ذلك كانت حياتي تسير بصورة طبيعية بالتوازي مع هذه الوساوس مع أن حالتي النفسية في أغلب الأحيان تكون غير جيدة، والمشكلة الآن أنه منذ حوالي أربعة أشهر سافرت زوجتي وابنتي في إجازه لمصر قبلي بحوالي شهر ونصف، ظللت في هذه الفترة وحدي في الدولة الأجنبية قبل أن ألحق بهم في مصر وظللنا في مصر لأكثر من شهر ثم عدنا الآن لمحل دراستي بالدولة الأجنبية، وخلال شهر ونصف عندما كنت وحدي في الدولة الأجنبية انتابتني وساوس من نوع آخر وهي وساوس في الطلاق، وما أسأل عنه هو: أنا متزوج منذ حوالي أربع سنوات ورزقني الله سبحانه وتعالى ببنت حدث في يوم بعد أن عقدت العقد وقبل الدخول أن اشتكت لي خالتي أو أمي من أهل زوجتي أو من زوجتي أو قالت عليهم شيئا لم يعجبني وكان ذلك قبل الدخول وكنت أدافع عنهم مع العلم بأنهم لم يكونوا كارهين لهم أو غير موافقين على الزيجة، بل كانوا متحمسين لها جدا، بل إن أمي هي من اختارت زوجتي، فنحن أقرباء، فقلت غاضبا ـ يعني أطلقها أو أطلقها يعني ـ ومعنى قولي ليس إخبارا بأنني أفعل أو فعلت، ولكن قصدت أن أقول يعني هل تريدونني أن أطلقها؟ وهو استفهام للاستنكار والتهديد، وتقول لي الوساوس إنني ربما قلت والله أطلقها وليس معنى هذا أيضا إخبار بأنني أفعل الآن، وإنما تهديد بمعنى إن لم تكفوا فسوف أطلقها وذلك ليقيني بأنهم لا يرغبون في ذلك ولا أتذكر بعدها أنه حدثت أي مشكلة، بل العكس فعلاقة الأسرتين حتى الآن جيدة جدا، وما يغلب على ظني أنني قلت أول صيغة ومتيقن أنه لم يصدر مني لفظ صريح أو نية لذلك بالتأكيد فلم أكن كارها لزوجتي يوما لكن غضبت لأجلها ولم أعر الأمر اهتماما وقتها ليقيني أنه لم يصدر مني لفظ صريح وعشت حياتي العادية ودخلت بزوجتي وأنجبنا ولم يخطر ببالي هذا الموقف ليقيني أنني لم أقل ما يستلزم الوقوف عنده والسؤال عنه وكنت أيامها غير مبتلى بالوسواس وأنا أتقى الله ولا يمكن أن أكون قد قلت كلمة من الممكن أن تحدث شيئا وإلا توقفت عندها، أما الآن وبعد أن تذكرت هذه الكلمة وسوس لي الشيطان أنني ربما قلت شيئا آخر يحدث شيئا وكما تعلم فقد كان ذلك قبل الدخول، حتى إنني حينما كنت بمصر ذهبت لدار الإفتاء المصرية وقلت لهم الألفاظ التي أشك أنني قلتها والتي ذكرتها لكم فقال المفتي هذه الألفاظ لا تحدث شيئا فقلت له يوسوس لي الشيطان أنني ربما قلت شيئا آخر، فقال لي قل للشيطان قلت ما قلت لا علاقة لك بالأمر، فسألته هل يجب علي سؤال من أظن أنهم كانوا حاضرين للموقف فقال لي لا، والآن سؤالي: ما هو حكم الشرع إذا كنت غير متذكر لتفاصيل الموقف ولا لأسباب الخلاف وقتها ولا للكلمة التي قلتها بالتحديد؟ وهل يجب على سؤال من أظن أنهم كانوا حاضرين؟ وماذا أفعل جزاكم الله خيرا؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته لا يترتب عليه شيء ولا يقع به طلاق، وما أفتاك به الشيخ المذكور صواب، فلا تلتفت إلى هذه الوساوس ولا تفكر في هذا الأمر ولا تسأل عنه مرة أخرى، وأعرض عن الوساوس مهما أتتك وفي أي صورة عرضت لك سواء ما كان منها في باب العقائد أو العبادات أو الطلاق أو غيرها، فإن هذه الوساوس من الشيطان يلقيها في قلبك لينغص عليك حياتك فلا تعرها اهتماما ولا تعبأ بشيء منها، نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

www.islamweb.net