الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكرالله لك حرصك على بر والديك والإحسان إليهما، واعلم وفقك الله أن بر الوالدين من أجل الطاعات وأفضل العبادات، ولم يضع له الشارع حدا معينا بل أمر به أمرا مطلقا، وما كان هذا شأنه فإنه يرجع في ضبطه إلى العرف، فما كان في عرف الناس برا فهو مأمور به، وما كان عقوقا في عرف الناس فهو منهي عنه.
قال الناظم:
وكل ما أتى ولم يحددِ... في الشرع كالحرز فبالعرف احددِ.
وأنت أبصر الناس بما يرضي والديك وما يسخطهما، فاحرص على مرضاتهما، وجالسهما وكلمهما بما تعد به عرفا بارا لهما وبما يرضيان به. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإذا أنفقت عليهما النفقة الواجبة ولم يكن عندك ما توسع به عليهما فلا جناح عليك.
وأما ما وكلاك في الأمر والنهي فيه وفوضاه إليك فأحسن فيه ما استطعت، واتق الله تعالى واحرص على فعل ما هو الأمثل والأرضى له سبحانه، ولا حرج عليك في ذلك بل أنت مأجور إن بذلت وسعك في توخي الأصلح إن شاء الله.
والله أعلم.