الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأدعية الجوامع التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم كسؤال الله من كل خير خزائنه بيده، والتعوذ به من كل شر خزائنه بيده، ودعاء: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {البقرة:201}، . ودعاء: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي.. الحديث. وغير ذلك من أدعيته الجوامع صلى الله عليه وسلم تشمل هذا المعنى المطلوب، فيكون الداعي بهذه الأدعية الجامعة طالبا لهذا الأمر من الله تعالى لأنه داخل في عموم كل خير وداخل ضمن حسنة الدنيا التي يسألها العبد ربه تعالى. ومن الأدعية التي يرجى نفعها في هذا الأمر ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه أن يدعو به وهو قول: اللهم اهدني وسددني. وفي رواية: اللهم إني أسألك الهدى والسداد. رواه مسلم.
فسؤال السداد الذي هو الإصابة في القول والفعل يشمل هذا المعنى.
قال في دليل الفالحين: (هدني وسددني) من التسديد في الأمر الإتيان به سديداً (وفي رواية: اللهم إني أسالك الهدى والسداد رواه مسلم) وفي مسلم زيادة: واذكر بالهدى هدايتك الطريق، وبالسداد سداد السهم. قال المصنف: السداد بفتح السين وسداد السهم تقويمه، ومعنى سددني وفقني، واجعلني مصيباً في جميع أموري، وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمر. انتهى.
والله أعلم.