الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوفيق لطاعته والحرص على مرضاته فتلك نعمة عظيمة ينبغي أن تشكري الله عليها، ومن شكرها أن تثبتي على الطاعة ولا تستجيبي لوساوس الشيطان وهواجس النفس التي تسعى لتخذيلك وتثبيط همتك وتشويش فكرك، واعلمي أن الاستخارة في تغطية الوجه لا محل لها، سواء قلنا بوجوبه أو استحبابه، وراجعي الفتوى: 118831.
وعليه، فلا تلتفتي لتلك الوساوس واستعيني بالله وتوكلي عليه وأكثري من دعائه أن يوفقك ويثبتك على طاعته، واحرصي على الاستفادة من دروس أهل العلم ومواعظهم ولا سيما فيما يتعلق بحجاب المرأة، واحرصي على مصاحبة الصالحات فإنه من أنفع أسباب الهداية والاستقامة فابحثي عن هؤلاء الصالحات فهن كثيرات بفضل الله، وننبهك إلى أن المرأة مأمورة بإخفاء زينتها عن الرجال الأجانب من الأقارب أو غيرهم، لكن على فرض أن المحافظة على الحجاب الكامل في بعض الأحوال توقع المرأة في حرج أو مشقة كبيرة، فإن ذلك ليس مسوغا لتركها الحجاب في كل الأحوال، لأن الميسور لا يسقط بالمعسور وما لا يدرك كله لا يترك كله، واعلمي أنّ الإنسان لا ينتظر أن توافقه نفسه لفعل الطاعة وإنما عليه أن يجاهد نفسه ويخالف هواه ابتغاء مرضاة الله ، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ الصَّالِحِينَ كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِيهِمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا, وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لا تَكَادُ تُوَاتِينَا إلا عَلَى كُرْهٍ, فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا.
وأما بخصوص سماتك الشخصية وكيفية التعامل معها: فننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.