الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فتلاوة أي شيء من كتاب الله تعالى عبادة عظيمة، والقارئ يؤجر عليها بكل حرف عشر حسنات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني. فينبغى للمسلم المواظبة على تلاوته في جميع أحواله خارج البيت وداخله.
وبخصوص موضوع السؤال فإن كان السائل يقصد القراءة لطرد الشياطين من البيت فهذا قد ورد النص به في سورة البقرة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ. رواه الإمام مسلم وغيره.
وجاء فى دليل الفالحين شرح رياض الصالحين : (إن الشيطان ينفر) بكسر الفاء على الأفصح وضمها لغة: أي يصدّ ويعرض إعراضاً بالغاً، فلا يقال إنه ينفر من كل ما يقرأ فيه غير البقرة أيضاً (من البيت الذي تقرأ فيه) بالفوقية في الأصول المصححة مبنياً للمجهول ونائب فاعله (سورة البقرة) ليأسه من إغوائهم وإضلالهم ببركة قراءتها وامتثالها لما فيها، لأنه ليس في سورة من القرآن ما في سورة البقرة من تفصيل الأحكام والحكم وضرب الأمثال وإقامة الحجج والبراهين وبيان الشرائع أو القصص والمواعظ والوقائع الغريبة والمعجزات العجيبة، وذكر خاصة أوليائه والمصطفين من عباده، وتفضيح الشيطان ولعنه وكشف ما توسل به إلى التسويل لآدم وذريته، ومن ثم قيل فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر. انتهى.
وفى تحفة الأحوذي للمباركفوري: وَخَصَّ سُورَةَ الْبَقَرَةِ بِذَلِكَ لِطُولِهَا وَكَثْرَةِ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَالْأَحْكَامِ فِيهَا، وَقَدْ قِيلَ فِيهَا أَلْفُ أَمْرٍ وَأَلْفُ نَهْيٍ وَأَلْفُ حُكْمٍ وَأَلْفُ خَبَرٍ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ. انتهى.
وإن كان السائل بقوله: "داخل البيت أم يصح في خارجه" يقصد ما إذا كان ذلك لا يصح به طرد الشيطان إلا إذا كانت التلاوة داخل الغرف... فهذا قد أجبنا عنه من قبل وبينا أن قراءة سورة البقرة لا فرق بين كونها في ساحة البيت أو في غرفه وأن كل ذلك يكفي لمنع دخول الشياطين بإذن الله تعالى. وانظر الفتوى رقم: 137848.
والله أعلم.