الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف العلماء في الإنبات هل هو علامة للبلوغ أو لا؟ وعلى القول بأنه علامة للبلوغ فهل يلزمك قضاء ما تركته من صلاة وصوم والحال أنك جاهلة بوجوب ذلك عليك أو لا؟ في هذا خلاف بين العلماء، والذي يختاره شيخ الإسلام رحمه الله هو أن القضاء لا يلزمك، ولا نرى عليك حرجا في الأخذ بهذا القول، وتفصيل ما قدمناه في الفتوى رقم: 174895.
ولو قضيت احتياطا وإبراء للذمة بيقين لكان ذلك حسنا، ومع الاستعانة بالله والتوكل عليه في هذا الأمر سيسهل عليك بإذنه تعالى، ثم إن رأيت أن تحتاطي وتقضي الصلاة والصوم فإن شككت في وقت البلوغ فالأصل عدمه فينسب للوقت المتأخر، وما شككت في فعله بعد تحقق البلوغ فالأصل عدم فعله فلا يحصل اليقين ببراءة الذمة إلا بقضائه، وانظري الفتوى رقم: 175681.
وإن عجزت عن معرفة ما يلزمك قضاؤه بيقين فاعملي بالتحري واقضي ما يغلب على ظنك معه براءة ذمتك، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظري الفتوى رقم: 70806.
ولا يلزمك إطعام إن كنت جاهلة بحرمة تأخير القضاء، وأما إن كنت عالمة بالحكم فعليك مع قضاء الصوم أن تطعمي عن كل يوم مسكينا، فإن عجزت الآن فلا شيء عليك وإنما يلزمك الإطعام عند القدرة عليه، وانظري الفتوى رقم: 123312.
والله أعلم.