الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإذ أخطأ القارئ في كلمة فعليه إصلاحها، ولم نجد من ذكر أنه يتجاوزالخطأ إلى نهاية الآية أو المعنى ثم يعيد ما قبل الخطإ إذا كان التوقف للإصلاح يؤدي إلى عدم إكمال المعنى، والظاهر أن إصلاح الخطإ هنا مقدم، لأن تجاوزه إقرار له، ولوترتب على إصلاح الخطإ توقف قبل نهاية المعنى، فهو مثل من يقف اضطرارا على غير محل وقف فيما يظهر، لكن إذا كانت إعادته للكلمة التي حصل فيها الخطأ وابتداؤه بها يؤدي للإخلال بالمعنى، فليعد معها شيئا مما قبلها ليبتدئ بمحل يصح الابتداء به ففي الإتقان للسيوطي: وفي النشر لابن الجزري: لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أو القصة في نفس واحد ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقف للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، وتحتم ألا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته. انتهى.
وانظر الفتويين رقم: 65172، ورقم: 95786، للفائدة.
والله أعلم.