الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهرأن الإتيان بدعاء الركوب في الصلاة سهوا لا يترتب عليه سجود سهو، لأنه ذكر مشروع وإن لم يكن من أذكار الصلاة ، ففي المغني لابن قدامة وهو يذكر الزيادة التي لا سجود فيها: الثاني: أن يأتي فيها بذكر أو دعاء لم يرد الشرع به فيها كقوله آمين رب العالمين: وقوله في التكبير الله أكبر كبيرا ونحو ذلك فهذا لا يشرع له في السجود، لأنه روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سمع رجلا يقول في الصلاة: الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فلم يأمره بالسجود. انتهى.
وما كان ينبغي إعادة التشهد للسبب المذكور، لأن ذلك يعتبر زيادة لكن لا يترتب على ذلك سجود، لأن الزيادات القولية إذا كانت مما شرع في الصلاة، فإنه لا سجود في عمدها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 47427.
وأما إن أخطأت في الفاتحة سهوا خطأ يغيرالمعنى، ثم قمت بإصلاحه، فإن سجود السهو حينئذ في محله، لأن من الفقهاء من يرى أن سجود السهو واجب في هذه الحالة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 174037.
وإن لم يكن لسجود السهو سبب ثم جيء به جهلا لم تبطل الصلاة أيضا، لأنها زيادة من جنس الصلاة جهلا وهي غير مبطلة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 108854.
هذا في السجود القبلي، ومن باب أولى عدم بطلانها بالسجود البعدي لغير سبب جهلا، لأنه خارج عنها، لكن لا يشرع للمسلم أن يسجد بدعوى جبر خلل في الصلاة إلا في الحالات التي يطالب فيها بذلك، ولاتمكن معرفة ذلك إلا بالفقه في دينه وأحكام صلاته من شروط وأركان وواجبات وسنن وما تصح به، وما تفسد به ليتجنبه، ومن ذلك أحكام سجود السهو، حتى يفرق بين الخلل الذي يتطلب سجود السهو والخلل الذي لا يتطلب ذلك ويعرف الخلل الذي لا يجبر بالسجود، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 1398.
والله أعلم.