الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الخواطر والتخيلات السيئة التي ترد على القلب لا يؤاخذ المسلم بها، ومدافعتها وعدم الاسترسال فيها هو الصواب، فقد أحسنت بحرصك على عدم الاسترسال معها فكوني على ذلك، فإنك إن استرسلت معها فربما قادت إلى الوقوع في الفواحش والمنكرات، واعلمي أن الشيطان هو عدو الإنسان، وهكذا وصفه رب العزة والجلال في كتابه حيث قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
فربما أراد بمثل هذه الخواطر أن يقودك إلى المعصية أو على الأقل أن يشغلك عما فيه النفع لدينك ودنياك، فاستعيذي بالله من شره، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}.
واحرصي على اجتناب كل ما يمكن أن يكون سببا في إثارة الشهوة كالنظر المحرم، واحذري صحبة الفتيات السيئات فإن مجرد رؤيتهن ربما ذكرت بالمعصية فكيف بصحبتهن، والزمي صحبة الخيرات فإنهن يذكرنك بالله إذا نسيت ويعنك إذا ذكرت، وابتعدي عن المعاصي عموما فربما سلط الشيطان على الإنسان بسببها، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا {مريم:83}.
قال المفسرون في معناها: تزعجهم إلى المعاصي إزعاجا.
وأما الاستمناء ـ وهو ما يسمى بالعادة السرية ـ فإنه محرم وضار، كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم: 7170.
فيجب عليك البعد عنه والتوبة مما مضى منه، والزواج من خير ما يستعان به على العفة، فإذا تقدم لك صاحب الدين والخلق فبادري إلى الموافقة على الزواج منه، كما أن الصوم أيضا مما يستعان به على القضاء على الشهوة، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 94248.
والله أعلم.