الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يعظم أجركم ويغفر لأبيكم ولجميع موتى المسلمين.
والظاهر- والله أعلم- أن ما جرى لأبيكم يعتبر من سكرات الموت التي لا بد منها لكل حي؛ فقد قال الله تعالى: وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ. وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عند وفاته: لا إله إلا الله إن للموت سكرات. رواه البخاري وغيره.
والإنسان عند احتضاره يشاهد علامات الخير إذا كان مؤمناً، وعلامات الشر إذا كان كافرا.
جاء في تفسير القرطبي لهذه الآية: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. قال: تنزل عليهم الملائكة عند الاحتضار تثبتهم وتبشرهم بالجنة. وانظري الفتوى رقم: 101683.
وأما مجيء الشيطان لابن آدم عند الاحتضار فليس بلازم لكل أحد - كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- فقد يقع للبعض دون البعض. جاء في مجموع الفتاوى: وعرض الأديان على العبد وقت الموت ليس هو أمرا عاما لكل أحد، ولا هو أيضا منتفيا عن كل أحد، بل من الناس من تعرض عليه الأديان قبل موته ومنهم من لا تعرض عليه ، وقد وقع لأقوام ، وهذا كله من فتنة المحيا والممات التي أُمِرنا أن نستعيذ منها في صلاتنا في الحديث الصحيح: ( أمرنا النبي أن نستعيذ في صلاتنا من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. ولكن وقت الموت أحرص ما يكون الشيطان على إغواء بني آدم لأنه وقت الحاجة وقد قال النبي في الحديث الصحيح: ( الأعمال بخواتيمها ) .
فينبغي لكم أن تدعوا لأبيكم بالرحمة والمغفرة.. ولمعرفة ما ينبغي فعله للوالدين بعد وفاتهما انظري الفتوى:10602.
والله أعلم.