الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك، وأن يهدي أهلك إلى ما فيه رضاه، واعلم أيها الأخ الكريم أن الهدى هدى الله، وأن واجبك هو النصح والبلاغ، فإن أديت ما وجب عليك فما عليك من حسابهم من شيء، فعليك أن تجتهد في مناصحتهم وأن تبين لهم خطورة ما هم مقيمون عليه من المنكرات، وتبذل في ذلك ما أمكنك، وتتخذ ما استطعت من الوسائل، واجتهد في الدعاء لهم فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، فإن اهتدوا فالحمد لله، وإن كانت الأخرى فلله حكمته البالغة في هداية من يهديه وإضلال من يضله، فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، وعليك أن تجتنب مجالستهم حال مقارفتهم للمنكرات، ولو خشيت أن يؤثروا على دينك واستقامتك وأمكنك أن تتخذ مسكنا آخر فافعل، والله يسددك ويعينك على ما فيه رضاه.
والله أعلم.