الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالظاهر أنه لا حق لوالد زوجك في دخول بيت ابنه بغير إذنه، ولا سيما إذا كان ساكنا في مسكن آخر.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:أجمع الفقهاء على أنه لا يجوز دخول بيت الغير إلا بإذن.
وقال الشربيني: وَلَا يَجُوزُ دُخُولُ بَيْتِ شَخْصٍ إلَّا بِإِذْنِهِ مَالِكًا كَانَ أَوْ مُسْتَأْجِرًا أَوْ مُسْتَعِيرًا، فَإِنْ كَانَ أَجْنَبِيًّا، أَوْ قَرِيبًا غَيْرَ مَحْرَمٍ فَلَا بُدَّ مِنْ إذْنٍ صَرِيحٍ سَوَاءٌ أَكَانَ الْبَابُ مُغْلَقًا أَمْ لَا، وَإِنْ كَانَ مَحْرَمًا فَإِنْ كَانَ سَاكِنًا مَعَ صَاحِبِهِ فِيهِ لَمْ يَلْزَمْهُ الِاسْتِئْذَانُ، وَلَكِنْ عَلَيْهِ أَنْ يُشْعِرَهُ بِدُخُولِهِ بِتَنَحْنُحٍ أَوْ شِدَّةُ وَطْءٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ لِيَسْتَتِرَ الْعُرْيَانُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سَاكِنًا فَإِنْ كَانَ الْبَابُ مُغْلَقًا لَمْ يَدْخُلْ إلَّا بِإِذْنٍ.
وإذا كان يظن أن له حقا في دخول بيت ابنه بغير إذن بناء على قول من يبيح للأب الأخذ من مال ولده ولو بغير حاجة، فالأمر هنا مختلف، لأن للزوجة الحق في عدم اطلاع أحد على خصوصياتها.
جاء في الشرح الكبير للشيخ الدردير: وَلَهَا الِامْتِنَاعُ مِنْ أَنْ تَسْكُنَ مَعَ أَقَارِبِهِ كَأَبَوَيْهِ فِي دَارٍ وَاحِدَةٍ، لِمَا فِيهِ مِنْ الضَّرَرِ عَلَيْهَا بِاطِّلَاعِهِمْ عَلَى حَالِهَا.
لكن على كل حال، فإن على زوجك أن يبر أباه ويتلطف به ويجتنب ما يغضبه بقدر استطاعته، فإن حق الوالد عظيم.
والله أعلم.