الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكر السائل الكريم على ثقته بالموقع وتقدير جهود العاملين به، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنه.
وفيما يخص السؤال فإن هذه القصة وما نسب فيها للإمام الشافعي -رضي الله عنه- لا يمكننا أن نحكم عليها بصحة ولا ضعف، ولكن الذي لا شك فيه أنها شائعة بين طلبة العلم وعامة الناس، وقد دَوّنها غير واحد من أهل العلم في كتبهم. وممن ذكرها ابن كثير في تفسيره عند قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:21}. كما ذكرها القرافي في الفروق؛ عند ذكره للفرق الرَّابِع وَالْعِشْرينَ وَالْمِائَةُ بَيْنَ قَاعِدَةِ مَا يَجِبُ تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ.
وذِكر هؤلاء العلماء الكبار لها في كتبهم المعتبرة وتناقل الناس لها بكثرة يجعلها أقرب للصحة، وإن لم يذكروا لها سندا أو يصرحوا بصحتها؛ فهذا النوع من القصص ربما يبلغ حد التواتر المعنوي وليس له سند متصل. ويمثلون لذلك بشجاعة عليّ -رضي اللهَ عنه- وجود حاتم.
والله أعلم.