الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يستحب للمصلي بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي بالدعاء المذكور ثم يدعو لنفسه ولجميع المسلمين، ولا ينبغي أن يتعمد السلام قبل الإتيان بالدعاء، لأنه مستحب، فإن سلم قبل الدعاء فقد ترك مستحبا وفاته خير كثير، لكن ذلك لا يؤثر على صحة صلاته، لأنه لم يترك ركنا ولا واجبا، ففي المغني لابن قدامة: قَالَ: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَعَوَّذَ مِنْ أَرْبَعٍ فَيَقُولَ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ـ وَذَلِكَ لِمَا رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وَلِمُسْلِمٍ: إذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ أَرْبَعٍ ـ وَذَكَرَهُ. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 173239.
أما التشهد فإنه يكون قبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ كما يبدو أنه معلوم عندك ـ وأما بعدها فإنه غير مشروع، وانظر الفتوى رقم: 81091، لبيان القدر المجزئ من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد.
والله أعلم.